مكتبة الإسكندرية: أسطورة الماضي وأيقونة الحاضر
تخيل مكانًا وُلدت فيه المعرفة، وتلاقحت فيه حضارات العالم، واختُزنت فيه أعظم عقول البشرية عبر آلاف السنين. هذا المكان ليس خيالًا، بل هو واقع كان يُعرف قديمًا باسم “مكتبة الإسكندرية”.
البداية: ولادة أسطورة
في القرن الثالث قبل الميلاد، ومع صعود نجم الإسكندرية كعاصمة ثقافية في عهد البطالمة، وُلدت فكرة غير مسبوقة: مكتبة تضم كل ما كُتب في العالم. بطليموس الأول، أحد قادة الإسكندر الأكبر، أراد أن يجعل من مدينته مركزًا عالميًا للعلم، فأسس المكتبة كمؤسسة معرفية فريدة من نوعها، وواصل بطليموس الثاني تطويرها.
يُقال إن المكتبة جمعت ما يزيد عن 400,000 لفافة بردي. لم تكن مجرد مكان للكتب، بل كانت مركزًا فكريًا ومختبرًا للفلسفة، والرياضيات، والطب، والفلك، والأدب.
نيران الغدر: نهاية أم بداية؟
لكن كما تولد الأساطير، فإنها غالبًا ما تُبتلع بالنسيان. يُعتقد أن أولى الضربات القاتلة جاءت في عام 48 قبل الميلاد، حين اندلعت النيران خلال معركة بين يوليوس قيصر وجيش بطليموس الثالث عشر. قُدر أن النيران امتدت من الميناء إلى المكتبة، لتحرق عددًا لا يُحصى من الكنوز الفكرية.
ولم تكن هذه النهاية. فقد تعرضت المكتبة لاحقًا لعدة ضربات على يد المسيحيين المتطرفين والفتوحات الإسلامية المبكرة، حتى اختفت تمامًا في طيات التاريخ.
العودة من تحت الرماد: مكتبة الإسكندرية الجديدة
لكن بعض الأساطير لا تموت. في عام 2002، وبمبادرة من الحكومة المصرية وبالتعاون مع اليونسكو، وُلدت مكتبة الإسكندرية من جديد. هذه المرة، جاءت بروح حديثة وتصميم معماري مدهش يُحاكي قرص الشمس، رمز النور والمعرفة.
المكتبة الجديدة ليست مجرد مبنى، بل مجمع ثقافي متكامل يضم:
- قاعة قراءة ضخمة تسع أكثر من 8 ملايين كتاب.
- متاحف متعددة.
- مركز المخطوطات.
- قبة سماوية.
- مكتبة للطفل والشباب.
- أرشيف الإنترنت.
ما الذي يجعلها فريدة اليوم؟
اليوم، تُعد مكتبة الإسكندرية منصة للحوار الحضاري، وبوابة للمعرفة الرقمية، ومكانًا يلهم الزوار من كل أنحاء العالم. إنها نموذج فريد لربط الماضي بالحاضر، والعراقة بالتكنولوجيا.
صور من قلب الأسطورة
الخاتمة
مكتبة الإسكندرية ليست مجرد مبنى من الحجارة أو لفافات بردي نُسيت في الزمن، بل رمز حي لإصرار الإنسان على حفظ المعرفة ونقلها. إنها حكاية لا تنتهي.
📣 هل تبحث عن وجهتك القادمة لعطلة ثقافية مميزة؟ لا تفوت زيارة موقعنا week-end.live واحجز مغامرتك القادمة الآن!